الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما تغطية الكعبين فليست داخلة في وعيد الإسبال، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 123930.
وأما القميص فمع فضله وأفضليته على غيره، فلبسه لا يجب، فضلا عن وجوب ديمومته، وراجع الفتوى رقم: 128790.
ولذلك فإنه يجب مراعاة رضا الوالدين في لبس غيره من المباحات، خاصة في وقت الامتحان، لزيادة اهتمامهما به.
وأما مسألة تقصير الثياب فوق الكعبين للفت نظر الناس وتعليمهم السنة، فهذا مقصد حسن، ولكنه لا يتعين سبيلا لتعليم الناس، فيمكن أن تتلى عليهم نصوص السنة الواردة في ذلك.
وأما لبس السروال الضيق الذي يصف، ولكنه لا يشف، فمكروه ما لم يكن فوقه شيء، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 32227، وفيها نص النووي على وصف حجم البشرة كالركبة والإلية ونحوهما.
وقال البهوتي في الروض المربع: ولا يعتبر أن لا يصف حجم العضو، لأنه لا يمكن التحرز عنه. اهـ.
وقال ابن القاسم في حاشيته: حجم العضو أي مقداره وفاقًا، قال الأصحاب: لا يضر إذا وصف التقاطيع، ولا بأس بذلك نص عليه، لأن البشرة مستورة، وأما عند المالكية، ففيه تفصيل. اهـ.
وقال الرافعي في شرح الوجيز: لو ستر اللون ووصف حجم الاعضاء فلا بأس، كما لو لبس سروالا ضيقا أو ثوبا ضيقا ووقف في الشمس وكان حجم أعضائه يبدو من ورائه. اهـ.
وأما السؤال عمن يقول من العلماء بأن العورة الواجب سترها هي السوأتان فقط، وهل يمكن الأخذ بهذا القول لمن كان يعتقد أن ما بين السرة والركبة عورة، فراجع جوابه في الفتويين رقم: 136124، ورقم: 134939.
والله أعلم.