الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك بصرف ذهنك عن هذه الوساوس وأن تعمر وقتك بالأعمال الصالحة ولا بأس أن تعمل من الرقية الشرعية ما تيسر لك أو أن تستشير أحد الأطباء فيما يحصل لك، وأما القرين فهو مصدر الشر وليس مصدر الخير في الغالب فهو تارة يوسوس بالشر، ولذا جاء الأمر بالاستعاذة من شر وسوسته في سورة الناس: قل أعوذ برب الناس .... مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ {الناس:3-6}.
وتارة ينسي الخير، قال سبحانه: فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ {يوسف:42}.
وتارة يعدُ ويُمَنِّي، قال تعالى: يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً {النساء:120}.
وبناء عليه، فلا تسرسل معه في تشكيكه إياك ووسوسته لك بأنك لم تقرأ بنفسك الأذكار داخل الصلاة فاصرف ذهنك عن هذا ولا تشك في صحة صلاتك، بل أيقن أنك أنت الذي قرأت القرآن والأذكار واحرص على الصلاة في الجماعة وعليك بصحبة أهل الخير والتعاون معهم على البر والتقوى، والتواصى معهم بالحق والصبر، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، ويد الله مع الجماعة، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، كما في الحديث.
والله أعلم.