الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حق لهذا الرجل في هجرك لمجرد طلاقك ابنته فالطلاق حق مشروع للزوج، وما دمت تسعى لصلته وهو الذي يعرض عنك ويصر على هجرك فلا حرج عليك ـ إن شاء الله ـ وهو الذي يبوء بإثم القطيعة، لكن ينبغي أن تداوم على هذا السلوك، وإن رأيت أن المصلحة تقتضي اجتناب مجالسته في بعض المحافل محافظة على مشاعره فلا مانع من ذلك، ويمكنك أن توسط بعض العقلاء الصالحين من الأقارب أو غيرهم ليكلموه ويبينوا له أن هجره لك لا مسوغ له وأنه قاطع للرحم متعرض بذلك للوعيد الشديد، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ. صحيح مسلم. تسفهم المل: تطعمهم الرماد الحار.
وانظر الفتوى رقم: 77480.
والله أعلم.