الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت تقصد بالمشيعين مشيعي الجنازة فالجواب أن تشييع الجنازة وكراء السيارات أمران منفصلان وليسا متعارضين، فمن خرج مؤجرا لسيارته وليس له غرض غير ذلك لم يكن مشيعا للجنازة، ومن خرج مشيعا للجنازة، وقبل خروجه أو بعده استؤجرت منه سيارته لنقل الجنازة أو لغرض آخر، فإن ذلك لا يضيع به أجر تشييع الجنازة، ولكنه إذا خرج بنية خالصة ولم يشرك مع تشييع الجنازة عملا دنيويا آخر، فلا شك أن ذلك أفضل، قال القرطبي في التفسير عند قول الله تعالى: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ـ ففي الآية دليل على جواز التجارة في الحج للحاج مع أداء العبادة، وأن القصد إلى ذلك لا يكون شركاً ولا يخرج به المكلف عن رسم الإخلاص المفترض عليه.. أما إن الحج دون تجارة أفضل، لعروها عن شوائب الدنيا وتعلق القلب بغيرها.
وانظر الفتويين رقم: 48813، ورقم: 138159.
والله أعلم.