الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن القرآن محفوظ من أن يتطرق إليه نقص أو إسقاط فقد تكفل الله بحفظه ولم يكله إلى الناس، فقال الله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {الحجر:9}، ولا شك أن وعد الله حق، كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ {فاطر:5}. وإذا حصل خطأ ما في كتابة آية أو آيتين ونحو ذلك في المصحف، أو حصل هذا قصدا من أعداء الإسلام، فذلك لا ينفي حفظ القرآن، لأن هذا الخطأ أو التحريف المقصود يكتشف ويقيض الله له من ينبه عليه ويكشفه، ويبقى القرآن محفوظا كما نزل أول مرة، ولهذا لم تفلح كل محاولات أعداء الله تعالى في تحريف القرآن عبر القرون مع أنهم سبقوا المسلمين في المطابع وكان يمكنهم طباعة مصاحف محرفة وبثها بين المسلمين والتلبيس عليهم ولكن موعود الله لهم بالمرصاد.
والله أعلم.