الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب أن كل ما يجري للعبد مقدر عليه ومكتوب في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الله الخلق، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة. رواه مسلم.
قال المباركفوري: .. قال بعض الشراح أي أمر الله القلم أن يثبت في اللوح ما سيوجد من الخلائق ذاتا وصفة وفعلا وخيرا وشرا على ما تعلقت به إرادته.
فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، سبحانه لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، وهذا لا يعني أن العبد لا اختيار له وأنه غير مطالب بالأخذ بالأسباب المشروعة، بل الصواب أن العبد مطالب بتحري الخير وتوقي الشر والاجتهاد في الأسباب المشروعة، فقد سئل النبي صلى الله عليه و سلم لما قال: ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة والنار، قالوا أولا ندع العمل ونتكل على الكتاب؟ فقال: لا، اعملوا فكل ميسر لما خلق له. متفق عليه.
وفي سنن الترمذي: قلت يا رسول الله أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال هي من قدر الله.
وانظري الفتوى رقم: 80191.
والله أعلم.