الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعقوق الوالدين من أكبر الكبائر التي تجلب سخط الله، لكن الذنب مهما عظم فإن باب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها، فالواجب على أخيك أن يبادر بالتوبة إلى الله عز وجل مما وقع منه من العقوق، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه مع استحلال صاحب الحق من مظلمته، فإذا كانت أمك قد عفت عنه فعليه أن يجتهد في تحقيق التوبة فيما بينه وبين ربه، وليس هناك دعاء مخصوص تدعو به الأم ليتحقق عفوها عن حقها منه، وأما عن توبته من عقوق أبيه بعد موته فإنه بعد أن يحقق التوبة إلى الله بالندم والاستغفار يمكنه أن يستدرك ما فاته من بر والده، بالدعاء والاستغفار له والصدقة عنه وصلة الرحم من جهته وإكرام أصدقائه، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 18806.
وأما عن الاستشفاء بماء زمزم فلا مانع من ذلك، كما بيناه في الفتوى رقم: 153251.
مع التنبيه إلى أن الشافي هو الله عز وجل والأسباب لا تنفع بنفسها، وإذا مات هذا الرجل بسبب مرض في بطنه فهو داخل في حكم المبطون، وانظري الفتوى رقم: 139446.
وقد وردت أحاديث في نجاة المبطون من عذاب القبر، وبيان ذلك في الفتوى رقم: 53443.
وراجعي شروط نيل أجر الشهادة في الفتوى رقم: 34588.
وأما الموت في رمضان: فلا نعلم فيه فضلا مخصوصا، وانظري الفتوى رقم: 175039.
ومن أنفع الأمور التي تساعدون بها أخاكم في مرضه هو الدعاء له ولا سيما أمه، فإن دعاء الأم لولدها مستجاب ـ بإذن الله ـ فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده. رواه ابن ماجه.
والله أعلم.