الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس لأهل الضلال متمسك في هذه الرواية بشيء وهذا من خلال النظر في عدة أمور:
1ـ لا يدل مجرد دعائه لعلي أنه لا يريد غيره ولو كان الأمر كذلك لما قبل أن يدعوا له أبا بكر وعمر والعباس.
2ـ أن مجرد عرض عائشة وحفصة وأم الفضل ليدعوا له أبا بكر ومن معه ليس فيه انتقاص لعلي ولا إعراض عنه، كيف وقد عرضت عائشة لما طلب النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلي بالناس قالت: لو أمرت عمر.
3ـ في الحديث أمر أبي بكر أن يصلي بالناس، وهذه منزلة أعظم من مجرد طلب علي رضي الله عنه.
4ـ في الرواية الأخرى وراء هذه الرواية مباشرة ما يبين أن هذه الدعوة لم تكن للوصية، ففي مسند أحمد: 7ـ217ـ حدثنا حجاج أنبأنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأرقم بن شرحبيل قال: سافرت مع ابن عباس من المدينة إلى الشام فسألته أوصى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر معناه، وقال: ما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة حتى ثقل جدا فخرج يهادى بين رجلين وإن رجليه لتخطان في الأرض، فمات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يوص.
5ـ لو كان يريد عليا لأمر هام لطلب إيجاده مرة ثانية وثالثة حتى يحضر كما أمرهم بإحضاره يوم فتح خيبر مع أنه كان يشتكي عينيه.
وعليه، فليس في هذه الرواية أي متمسك لأهل الضلال، ولا فيه منقبة زائدة لعلي ـ رضى الله عنه ـ على غيره من الخلفاء الراشدين.
والله أعلم.