تفسير: وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ

11-10-2012 | إسلام ويب

السؤال:
قال تعالى: والبدن جعلناها لكم من شعائر الله.
هل المدح في هذه الآيات للذبيحة التي يتقرب بها إلى الله مختص بما يسوقه الحجاج أم أنه يشمل الأضحية أيضا؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فالمعنى الوارد في هذه الآية يراد به - والعلم عند الله - البدن التي تساق للحج، وهي تطلق على الإبل، أو على الإبل والبقر معا.      

  ففي  زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي عند تفسير الآية المشار إليها: قوله تعالى: جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ. أي: جعلنا لكم فيها عبادة لله، من سَوْقها إِلى البيت، وتقليدها، وإِشعارها، ونحرها، والإِطعام منها، لَكُمْ فِيها خَيْرٌ، وهو النفع في الدنيا، والأجر في الآخرة. انتهى.

  وفي تفسير ابن كثير عند تفسير الآية الكريمة: يَقُولُ تَعَالَى مُمْتَنًّا عَلَى عِبَادِهِ فِيمَا خَلَقَ لَهُمْ مِنَ الْبُدْنِ، وَجَعَلَهَا مِنْ شَعَائِرِهِ، وَهُوَ أَنَّهُ جَعَلَهَا تهْدَى إِلَى بَيْتِهِ الْحَرَامِ، بَلْ هِيَ أَفْضَلُ مَا يُهْدَى [إِلَى بَيْتِهِ الْحَرَامِ]، ..قَالَ ابْنُ جُرَيج: قَالَ عَطَاءٌ فِي قَوْلِهِ: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} ، قَالَ: الْبَقَرَةُ، وَالْبَعِيرُ. وَكَذَا رُوي عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: إِنَّمَا الْبُدْنُ مِنَ الْإِبِلِ. قُلْتُ: أَمَّا إِطْلَاقُ البَدَنة عَلَى الْبَعِيرِ فَمُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَاخْتَلَفُوا فِي صِحَّةِ إِطْلَاقِ الْبَدَنَةِ عَلَى الْبَقَرَةِ، عَلَى قَوْلَيْنِ، أَصَحُّهُمَا أَنَّهُ يُطْلَقُ عَلَيْهَا ذَلِكَ شَرْعًا؛ كَمَا صَحَّ فِي الْحَدِيثِ. انتهى.

  والأضحية أيضا لها فضل عظيم وفيها ثواب جزيل، كما تقدم بينه في الفتوى رقم: 70715.

والله أعلم.

www.islamweb.net