الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما بالنسبة لحكم اطلاع الأب على كتابات أبنائه ففيه تفصيل سبق بيانه بالفتوى رقم: 46982، فنرجو مراجعتها للأهمية.
واعلم أن على الابن أن يعرف لأبيه قدره ومكانته التي جعلها له الشرع الحكيم، فقد قرن الله تعالى حقه بحقه، وأوجب بره والإحسان إليه، فمن حق أبيك أن تبره وإن قصر في حقك، وأن تحسن إليه وإن أساء إليك، فهو ليس كغيره من القرابات والناس، وانظر الفتويين رقم: 3459، ورقم: 97807.
وللأبناء على الآباء حقوق كما أن للآباء على الأبناء حقوقا، ولمعرفة هذه الحقوق يمكن مطالعة الفتويين رقم: 15008، ورقم: 96071.
ومن حق الآباء على الأبناء الطاعة في المعروف، ولكن هذه الطاعة ليست مطلقة بحيث يتسلط بسببها الأب على أبنائه فيعتدي على حقوقهم، بل جعل لها الشرع قيودا بينها أهل العلم وهي موضحة بالفتوى رقم: 76303.
ولا شك أن الأب سبب في وجود الابن، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد ثبت عنه أنه قال: أنت ومالك لأبيك. رواه أحمد وابن ماجة.
إلا أن هذا لا يعني أن يكون الابن مسلوب الإرادة في نفسه وماله بحيث يتحكم فيه الأب وفي ماله كما يشاء، فلهذا ضوابط بينها العلماء، وتراجع الفتوى رقم: 46692.
وأخيرا ننبه إلى أنه ينبغي أن يسود الأسرة المسلمة الألفة والمودة والاحترام والتقدير، وكلما كبر الأبناء فينبغي أن يكون منهم مزيد الإكرام للوالدين، وأن يكون من الوالدين مزيد حسن التعامل معهم، فهذا أدعى لبرهم بهم والبعد عن عقوقهم.
والله أعلم.