الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا ننصحك أولا بالبعد والإعراض عن هذه الوساوس فإنما هي من كيد الشيطان، ثم إنه ليس في شيء مما دار بينك وبين خالتك هذه ما يقتضي كفرها؛ لأن اعتقادها أن الأبراج علم من العلوم كالفيزياء والكيمياء هو اعتقاد سليم، لأنه في الجملة علم ولا منافاة بين كونه علما، وكونه يحتوى على الكفر، إذ من العلوم ما هو كفري، فلا حرج عليها إذن في هذا الاعتقاد حتى تعذر فيه بالجهل، طالما أنها لا تعتقد صحة هذ العلم ولا تصدق بمضمونه، وأما قولها لك بعد أن سردت عليها الحديث المذكور: ولكني لم أكن أعلم ـ فليس كفرا أيضا لكونه محتملا لوجوه كثيرة، والحدود تدفع عن المسلمين بالشبهات، ومن دخل في الإسلام بيقين لا يخرج منه إلا بيقين، فاتق الله تعالى وانزع عن الخوض في تكفير المسلمين ولا تتأكد من أنها كفرت أو لم تكفر، فليس هذا إليك ولا لمثلك، نسأل الله أن يعافيك من هذا البلاء.
والله أعلم.