الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فنرحب بالأخ السائل ونشكره على تواصله معنا.
وأما بخصوص السؤال، فإذا كان واقع الأمر ما ذكرت من أن رؤية الهلال ثبتت بشهادة العدول من الناس، فإنه يجب العمل بها، ويكون العيد على وفق ما جاء في الرؤية، ولا عبرة بقول الفلكيين المخالف لشهادة العدول, والقول بأنه لا يمكن رؤية الهلال في مدة سبع وعشرين دقيقة، جوابه أن المدة التي تشترط عند الفلكيين لرؤية الهلال قبل غروبه مختلف في تحديدها. فبعضهم قال لا تقل عن عشرين دقيقة، وبعضهم قال لا تقل عن ثلاثين دقيقة, وعلى كل فإنه لا ترد شهادة العدول بها.
ومسألة إمكانية رؤية الهلال بعد الولادة يدخلها أكثر من عامل، ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: فاعلم أن المحققين من أهل الحساب كلهم متفقون على أنه لا يمكن ضبط الرؤية بحساب، بحيث يحكم بأنه يرى لا محالة، أو لا يرى ألبتة على وجه مطرد، وإنما قد يتفق ذلك، أو لا يمكن بعض الأوقات... اهــ.
وقد قام الدكتور أيمن كردي, أستاذ الفلك في جامعة الملك سعود, بدراسة قارن فيها بين الرؤية البصرية والحساب الفلكي بين عام 1400هـ وعام 1422هـ وكانت النتيجة كالتالي:
1. تطابقت الرؤية مع الحساب 14 مرة من حيث وجود الهلال.
2. تطابقت الرؤية مع الحساب 24 مرة من حيث عدم وجود الهلال.
3. لم تتطابق الرؤية مع الحساب 18 مرة حيث تم التبليغ بالرؤية مع عدم ولادة الهلال فلكيا.
4. لم تتطابق الرؤية مع الحساب مرتين حيث ولد الهلال فلكيا ولم يتم التبليغ .
وخلصت الدراسة إلى أن نسبة التطابق بين الحساب الفلكي والرؤية هي 67 % ) ا.هـ
وما كان بهذه المثابة فلا ترد به شهادة العدول .
والله تعالى أعلم