الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه القسمة التي جرت في هذ العقار على هذا الوجه المبين هي نافذة لازمة، طالما أنه صار لكل منكم نصيب ينتفع به، ولإخوتك عليك حق الدخول والمرور من الممر الذي صار في نصيبك.
جاء في المدونة: إن اقتسموا البناء، ثم اقتسموا الساحة ولم يذكروا الطريق، فوقع باب الدار في حظ أحدهم ورضي بذلك صاحبه، فإن لم يشترطوا في أصل القسم أن طريق كل حصة ومدخلها فيها خاصة، فإن الطريق بينهما على حالها، وملك باب الدار لمن وقع في حظه، ولباقيهم فيه الممر.
قال خليل: أو قسموا بلا مخرج مطلقا، وصحت إن سكتا عنه، ولشريكه الانتفاع.
وإذا تقرر أن هذه القسمة صحيحة، فليس لك أن تمنعهم - كما ذكرنا - من الدخول إلى غرفهم أو الخروج منها متى شاؤوا، ولك أن تقيم في نصيبك حاجزا تحفظ به أغراضك، على أن لا يكون ذلك مانعا لهم من الدخول والخروج، ولك أيضا إغلاق باب الشقة بمفتاح جديد يكون عندك، فالباب ملك لك يحق لك فيه التصرف بغير منعهم من الانتفاع، وليس لك الانتفاع بأنصبائهم في شيء إلا بإذن منهم لأنها من عموم المال المعصوم.
والله أعلم.