الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نعثر بعد البحث على ما يفيد صحة نسبة ما ذكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلعله من الموضوعات، فعلامات الوضع ظاهرة عليه من الركاكة في الألفاظ, والمبالغة في الأجور بما لا يعهد في الأحاديث والأعمال مثلها, ومنها أن عرفة تكفر ذنوب سنتين فقط, وهذا وارد في الحديث الصحيح, وقد ذكر في هذا الكلام أن غير عرفة يكفر كل ذنب, فانظر إلى المبالغة الدالة على الكذب والوضع في هذا الكلام المحكي على أنه حديث, وقد ورد بسياق أشمل من هذا قليلاً في كتاب درة الناصحين باب فضل صيام العشر من ذي الحجة.
وهذا الكتاب المسمى "درة الناصحين" في الرقائق والفضائل لمؤلفه عثمان بن حسن الخوبوي مليء بالأحاديث الضعيفة، وقد جوز أكثر أهل العلم التحديث والعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، واشترطوا شروطًا لذلك، كما سبق مبينًا في الفتوى رقم: 19826, ولكن في هذا الكتاب أحاديث لا أصل لها، وفيه من القصص والأقوال والحكايات الغريبة الشيء الكثير، ومنها ما يرده الدليل الشرعي الصحيح. وهذا الحديث من هذا الباب, وانظر فتوانا رقم: 23566.
والله أعلم.