الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يجب إخراج زكاة الزروع بعد الحصاد مباشرة، لقول الله تعالى: وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ .[الأنعام:141]. ولا يجوز تأخيرها إلا إذا تعلقت بذلك مصلحة شرعية.
ففي كشاف القناع ممزوجا بمتن الإقناع في الفقه الحنبلي : لا يجوز تأخيره أي تأخير إخراج زكاة المال عن وقت وجوبها، مع إمكانه فيجب إخراجها على الفور،... لقوله تعالى وآتوا حقه يوم حصاده} [الأنعام: 141] والمراد: الزكاة والأمر المطلق للفور، بدليل أن المؤخر يستحق العقاب، ولو جاز التأخير لكان إما إلى غاية، وهو مناف للوجوب، وإما إلى غيرها، ولا دليل عليه، بل ربما يفضي إلى سقوطها إما بموته، أو تلف المال، فيتضرر الفقير بذلك، فيختل المقصود من شرعها. انتهى.
وفي فتاوى اللجنة الدائمة : ولا يجوز تأخير إخراجها عن هذا الموعد إلا لعذر شرعي لا يتمكن من إخراجها معه؛ لقوله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} ، وقوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} ، والأمر يقتضي الفورية. انتهى
وعليه فإن على من أخرالزكاة بعد فترة الحصاد من غيرعذر معتبرشرعا أن يتوب إلى الله تعالى ويبادربإخراجها وللفائدة انظر الفتوى رقم : 21060، والفتوى رقم: 45270.
والله أعلم.