الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الواقع فعلاً ما ذكرت عن صديقك من أنه يحادث الفتيات ويمازحهن فإنه آت لأمر منكر؛ إذ لا يجوز للمسلم محادثة أجنبية عنه إلا لحاجة, كما بينا بالفتوى رقم: 73220.
وأما المزاح معهن: فباب إلى الفتنة عظيم فلا يجوز بحال, ولا يليق حدوث مثل ذلك من رجل ظاهره الاستقامة وحافظ للقرآن، فحري بمثله أن يراقب الله في كل صغيرة وكبيرة, وأن يجتنب أسباب سخطه.
ومن أفضل ما نرشدك إليه بذل النصح له, وتذكيره بالله تعالى بكل رفق ولين, ومن منطلق الشفقة عليه، روى مسلم عن تميم الداري - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الدين النصيحة". وروى مسلم أيضًا عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه, ولا ينزع من شيء إلا شانه ", فإن تاب إلى الله وأناب فالحمد لله، وإلا فاهجره خاصة إن غلب على ظنك أن ينفعه الهجر, وانظر الفتوى رقم: 14139, والفتوى رقم: 134761.
والأصل هو تحريم أعراض المسلمين, وأنه يجب الستر عليهم, وعدم التشهير بهم إلا لغرض صحيح، وراجع الفتويين: 21816 - 30232, فإن لم تكن ثمة مصلحة معتبرة شرعًا في إخبار بقية الأصدقاء بما يحدث منه فلا يجوز لك المصير إلى ذلك، وإن وجدت المصلحة في ذلك فأخبرهم بقدر ما تتحقق به المصلحة فقط، قال العز بن عبد السلام في كتابه قواعد الأحكام: ما أحل إلا لضرورة أو حاجة يقدر بقدرها ويزال بزوالها. اهـ.
والله أعلم.