الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا اللحن المذكور من اللحن الجلي الذي يحيل المعنى، قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: ولو أخلف الحركات فإنها لا تصحُّ؛ إنْ كان اللَّحنُ يُحيل المعنى؛ وإلا صحَّت، ولكنه لا يجوز أن يتعمَّد اللَّحنَ, مثال الذي يُحيل المعنى: أن يقول: «أَهْدِنَا» بفتح الهمزة: لأن المعنى يختلف؛ لأن معناه يكون مع فتح الهمزة أعطنا إيَّاه هدية، لكن اهْدِنَا بهمزة الوصل بمعنى: دُلَّنا عليه، ووفِّقْنَا له، وَثَبِّتْنَا عليه. انتهى.
وعلى هذا القول فيؤمر من لحن في الفاتحة هذا اللحن بإعادة صلاته, وكذا من صلى خلفه، ولمزيد الفائدة حول اللحن في الفاتحة الذي تبطل به الصلاة انظر الفتوى رقم: 113626.
وذهب بعض العلماء إلى أن مثل هذا اللحن لا تبطل به الصلاة ما لم يتعمده وهو المعتمد عند المالكية، قال في الشرح الصغير: (وَ) صَحَّتْ (بِلَحْنٍ) فِي الْقِرَاءَةِ (وَلَوْ بِالْفَاتِحَةِ) إنْ لَمْ يَتَعَمَّدْ، (وَأَثِمَ) الْمُقْتَدِي بِهِ (إنْ وَجَدَ غَيْرَهُ). اهـ
وعلى هذا القول فلا تبطل الصلاة, ولا تجب إعادتها، وقد أوضحنا خلاف العلماء في من ترك شرطًا أو ركنًا من شروط الصلاة وأركانها جاهلا في الفتوى رقم: 125226.
وعلى كل فالقول بالإعادة - والحال هذه أحوط - وإن كان للقول بعدم وجوبها قوة واتجاه، على أنه يجب مناصحة هذا الإمام الذي يلحن هذا اللحن, وأن يبين له أنه من اللحن المحيل للمعنى عند كثير من العلماء.
والله أعلم.