الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا أن مجرد مشاهدة الأفلام التي تحتوي على الكفر مع إنكار ما فيها، وعدم الرضا به، لا تبلغ حد الكفر، وإن كانت ذنبا ومعصية محرمة، ونقلنا ما يدل على ذلك من كلام المفسرين عند هذه الآية، وذلك في الفتوى رقم: 131228 فراجعها.
يقول القرطبي: وهذه المماثلة ليست في جميع الصفات، ولكنه إلزام شبه بحكم الظاهر من المقارنة.
ويقول أيضا: إنكم إذا مثلهم. فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر، لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم، والرضا بالكفر كفر، قال الله عز وجل: (إنكم إذا مثلهم) . فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها، فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية.
وقال الطبري: وفي هذه الآية، الدلالة الواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع، من المبتدعة والفسَقة، عند خوضهم في باطلهم.
والله أعلم.