الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد جوز العلماء الاستماع للأعاجيب التي يستحيل وقوعها، وحكايتها إذا كان بقصد ضرب الأمثال والمواعظ، والفرجة ونحو ذلك. سواء كانت على ألسنة آدميين أو حيوانات اعتماداً على أن السامع يعلم أنها غير واقعية.
جاء في تحفة المحتاج للهيتمي الشافعي: فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: { حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ } وَفِي رِوَايَةٍ: { فَإِنَّهُ كَانَتْ فِيهِمْ أَعَاجِيبُ } هَذَا دَالٌّ عَلَى حِلِّ سَمَاعِ تِلْكَ الْأَعَاجِيبِ لِلْفُرْجَةِ لَا لِلْحُجَّةِ اهـ. وَمِنْهُ يُؤْخَذُ حِلُّ سَمَاعِ الْأَعَاجِيبِ وَالْغَرَائِبِ مِنْ كُلٍّ مَا لَا يَتَيَقَّنُ كَذِبَهُ بِقَصْدِ الْفُرْجَةِ؛ بَلْ وَمَا يَتَيَقَّنُ كَذِبَهُ لَكِنْ قَصَدَ بِهِ ضَرْبَ الْأَمْثَالِ وَالْمَوَاعِظِ وَتَعْلِيمَ نَحْوِ الشَّجَاعَةِ عَلَى أَلْسِنَةِ آدَمِيِّينَ أَوْ حَيَوَانَاتٍ.
ولذلك، فإذا كانت النكت من هذا القبيل فإنه لا حرج فيها. وانظري الفتوى رقم: 13278.
وانظري أيضا للفائدة الفتوى رقم: 11614
والله أعلم .