الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخلاف في كفر تارك الصلاة خلاف قديم مشهور، ولا يجوز لأحد البتة أن يتطاول على أحد من أهل العلم، أو أن ينسب من يتبنى هذا القول إلى مذهب الخوارج؛ فإنه قد قال به أئمة كبار؛ بل هو منقول عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم، واستدل له مرجحوه بظواهر أحاديث كثيرة، والخلاف في هذه المسألة قد عرضنا لبيانه بشيء من التفصيل في الفتوى رقم: 130853.
فالواجب على هذا الشخص أن يتقي الله تعالى، وأن يتوب إليه مما ألم به، وأن يعلم أن هذه المسألة من مسائل الاجتهاد التي لا يبدع المخالف فيها، وأما الترجيح فبابه واسع لمن كملت أدواته العلمية، والقائلون بعدم كفر تارك الصلاة كفرا ينقل عن الملة لم يستدلوا على ذلك بقصة النجاشي- رحمه الله- فإنها ليست في محل النزاع البتة، ومن أين له أن النجاشي كان لا يصلي، ولو فرض فمن أين أنه بلغه الشرع بذلك؟ وعلى كل، فليس في هذه القصة موضع للاستدلال، وإنما استدل القائلون بعدم كفره بما ذكرناه عنهم في الفتوى التي أحلناك عليها، ولمزيد التفصيل في أدلة الفريقين راجع كتاب الصلاة للعلامة ابن القيم رحمه الله.
والله أعلم.