الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن السلام على أهل القبور سنة ثابتة، والوارد من هديه صلى الله عليه وسلم فيه أنه كان يقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين.
ولم نقف فيما نقل أنه كان صلى الله عليه وسلم يرفع يديه عند المرور على المقابر, بل إنما كان يسلم، والذي ينبغي أن يتقيد المسلم به هو ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم وحسبه ذلك.
لكن يجدر التنبيه إلى أن رفع اليدين عند الدعاء لأهل القبور ثابت، وقد سئل الشيخ ابن باز: هل يجوز رفع اليدين أثناء الدعاء للميت؟ فأجاب: جاء في بعض الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلم رفع يديه لما زار القبور, ودعا لأهلها, وقد ثبت ذلك من حديث عائشة - رضي الله عنها - أنه صلى الله عليه وسلم: زار القبور ودعا لهم ورفع يديه. أخرجه مسلم في صحيحه. اهـ
وراجع الفتوى رقم: 7410 وهي في آداب زيارة القبور.
والله أعلم.