الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن حقيقة الموت هي مفارقةُ الروحِ الجسد.
قال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الحديثية: الْمَوْت مُفَارقَة الرّوح الْجَسَد.
والنفسُ هي الروح نفسها، فإنها مِن معانيها، فيطلقان على شيء واحد، وقد بيَّنا ذلك في الفتوى رقم: 97842 .
وأما عذاب القبر فليس لأحد أن يُنكِره؛ فإنه ثابت بالقرآن وبالسنة الصحيحة المتواترة، وانظري الفتويين: 2112 / 58302.
وأما فتنة القبر، وهي سؤال المَلَكَين للميت، فإنها ثابتة بالسنة الصحيحة، وانظري الفتوى رقم: 47179 وما تفرَّع عنها من فتاوى.
وأما ما زعمه من أن الميت بعد موته يصبح كالنائم، فلا ندري ماذا يقصد بهذه العبارة، فإن كان يقصد أنه كالنائم في الهيئة، فنعم، وأما إن كان يقصد أنه لا يُفتن في قبره ولا يُعذَّب، أو يُنعَّم بحسب حاله، فإنه يكون مُكَذِّبًا للقرآن والسنة الصحيحة التي أثبتت ذلك كما قَدَّمنا آنفًا.
هذا، وبالاطلاع على الموقع المشار إليه في السؤال، وجدناه تابعًا لطائفة من الزنادقة الذين كفَّرهم العلماء لإنكارهم السنة النبوية. وللرد على هذه الطائفة انظري هاتين الفتويين: 25570 / 108792.
والله أعلم.