الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي للمسلم أن يصاحب من عرف بالبدعة ويتخذه خليلًا, إلا من كان غرضه من الصحبة هو النصح والإرشاد، وكان عنده من العلم ما يؤهله لذلك، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواه أبو داود والترمذي وأحمد, واللفظ له, وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك, وإما أن تبتاع منه, وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك, وإما أن تجد ريحًا خبيثة.
وبناء عليه: فصحبة من لم يعرف من المبتدعة بالوقوع في المكفرات لا حرج فيها، إن كانت على سبيل النصيحة والدعوة إلى الخير، مع أمن التضرر والتأثر بما قد يخفونه من معتقداتهم، والانجرار إلى الانحراف بسببهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الدِّينُ النَّصِيحَةُ. رواه مسلم, وقال صلى الله عليه وسلم: لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ. متفق عليه, فمخالطة الناس مع الصبر على أذاهم من أجل وعظهم والسعي في هدايتهم ودعوتهم للخير من أجل الطاعات وأعظم القربات،
وأما من لم يكن يأمن على نفسه من التأثر بضلالاتهم فعليه بالبعد عنهم؛ لأن الصاحب ساحب, وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 37677 - 29987 - 30069 - 3716.
والله أعلم.