الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الذي ينبغي عليك هو أن تسلك مسلك الحكمة في معالجة هذا الأمر، فإن الإصلاح من أعظم القربات، قال تعالى:لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً [النساء:114].
ولمكانة الإصلاح جعله النبي صلى الله عليه وسلم واحداً من الأمور الثلاثة التي يرخص فيها الكذب، ففي الصحيحين من حديث أم كلثوم رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، فينمي خيراً أو يقول خيراً. وفي رواية مسلم قالت أم كلثوم: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث: تعني الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها.
فاستعمل كل أسلوب يقرب الشقة بينهما، بأن تخبر كل واحد من الطرفين أن الآخر يريد الإصلاح معه، أو أنه يحبه، وتحاول أن تعطي كل واحد منهما هدية باسم الآخر، لعل الله أن يوفق بينهما ويجعلك سبباً في ذلك.
أما الاتصال بأخيك فلا شك أنه واجب. ولكن يمكنك أن تحقق ذلك بأي وسيلة اتصال من بريد أو هاتف ونحوهما دون السفر إليه ودون أن تطلع أمك على ذلك.
والله أعلم.