الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كنت تبت مما وقعت فيه من المعصية توبة صادقة فأبشري خيرًا بعفو الله, فإنه تعالى يقبل التوبة, ويعفو عن السيئات.
وينبغي لزوجك حيث ظهرت له توبتك أن يتجاوز عما مضى, ولا يلتفت إليه, فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، لكن على أية حال التوبة النصوح تكون خالصة لوجه الله تعالى، فإن كنت تبت توبة نصوحًا فلا يضرك عدم عفو زوجك عما مضى, ولا يثنيك ذلك عن الثبات على التوبة, والاجتهاد في الطاعة, والتقرب إلى الله تعالى.
وإذا أصرَّ زوجك على الزواج بالمرأة التي يريدها فلا حرج عليه في ذلك إذا عدل بينكما, وقام بحق كل منكما، ولا يجوز أن يكون ذلك سببًا في التقصير في حقه, أو النكوص عن طريق التوبة والاستقامة، بل عليك بتقوى الله في كل حال ابتغاء مرضاة الله, والتوكل عليه, وسوف يكفيك كل ما يهمك, وييسر أمرك, ويجعل عاقبتك خيرًا.
وننبه إلى أنّ الإقامة في بلاد الكفار تنطوي على كثير من المخاطر على الدين والأخلاق، فينبغي على المسلم أن يحرص على الإقامة في بلاد المسلمين ما وجد إلى ذلك سبيلًا، وراجعي الفتوى رقم: 2007.
والله أعلم.