الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهنيئًا لك حرصك على رضا الله تعالى, وكذلك فلتكن دائمًا, فأسمى غاية يسعى العبد لتحقيقها هي تلك، ثم لتتثبت في شأن أمك هذه، فليس بالأمر الهين في دين الله تعالى أن يعتمد إلى بريء فيتهم، لكن إذا صح ما تقوله فمثل ما أنت فيه لا شك من البلاء المبين، وتقتضي الحكمة في التعامل مع هذا الموقف أمورًا ثلاثة هي كالتالي:
1 - يجب عليك أن تحمي عرضك وتصون حريمك، وتصلح من حال أمك, فذلك أقصى غاية البر بها، ولا يجوز لك أن تسكت عن هذا المنكر العظيم، فالذي لا يغار على أهله ومحارمه, ويرضى بالمعصية والفاحشة والخنا عليهم هو الديوث الذي توعده الله تعالى بالعقاب الشديد، لكن لا بد في تغيير هذا المنكر من حكمة وحزم؛ حتى لا يتسع الخرق على الراقع، وراجع بعض النصائح المفيدة في هذا المعنى مبينة في الفتوى رقم: 15647 .
2 - يتعين عليك أن تكتم هذا السر, ولا يحملنك غيظ الصدر وحنق الضمير على إفشائه.
3 - يجب عليك أن تبقى برًا بهذه الأم, وأن تعاملها بالحسنى, ولا يجوز هجرها, ولا الإساءة إليها, ولا كسر خاطرها, حاشا فيما يتعلق بنهيها وزجرها عن اقتراف هذا المنكر العظيم، فقد قال الله تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {لقمان:15}.
وراجع الفتوى رقم: 40775.
والله أعلم.