الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ينبغي لشاب مثلك وقد رزقه الله فهما وعلما أن يكون متأثرا بمن أغواهم الشيطان، بل مؤثرا فيهم بالخير .
والذي ننصحك به هو حمل نفسك على طريق الاستقامة، والبعد عن صحبة هؤلاء، والاستماع إلى ضلالاتهم هذه؛ ونذكرك بما روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ.
قال المناوي في فيض القدير: خص الشاب لكونه مظنة غلبة الشهوة وقوة الباعث على متابعة الهوى، وملازمة العبادة مع ذلك أشق وأدل على غلبة التقوى. اهـ.
ومن الوسائل المساعدة في الالتزام والثبات عليه: الدعاء، وصحبة الأخيار، وحضور مجالس العلم والوعظ التي ترقق القلوب وتزكي النفوس, ومنها دعوة الآخرين للاستقامة، والاشتغال بالأعمال الصالحة، وترهيبهم وتنفيرهم من الاشتغال بالرذائل، ومن الوسائل أيضاً التي تساعدك على قمع النفس كثرة النظر والتأمل في نصوص الوحي التي ترهب من عذاب الله، فإن العلم بها يقمع الأهواء كما يدل له الحديث: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً, وما تلذذتم بالنساء على الفرش, ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني.
وأكثر كذلك من النظر والمطالعة في الحديث عن الله تعالى وأسمائه الحسنى وصفاته العلى، فطالع في صفات عظمته وجبروته وانتقامه، واطلاعه وعلمه بكل ما يعمله الناس وبخطرات نفوسهم، حتى يتولد عندك من استشعار المراقبة ما يولد فيك الحياء من الله تعالى ومهابته وخشيته بالغيب، وأكثر سؤال الله أن يعفك ويعيذك من الشر ويعصمك من الفتن، وحافظ على الأذكار فإنها تحميك من الشيطان، فاذكر الله بحضور القلب كلما خطرت الشهوة في قلبك، وسل الله أن يخفف ما بك ويعفك، فادع الله بالدعاء المأثور: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. رواه مسلم. وبالدعاء المأثور: اللهم طهر قلبي، وحصن فرجي. رواه أحمد.
وراجع في تحريم التدخين واقامة العلاقات مع النساء، ونظر الأفلام الخليعة. وللمزيد فيما تقدم الفتاوى التالية أرقامها:
والله أعلم.