الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلتنأ بنفسك عن الوقوع في محارم الله تعالى، ولتصنها عن قاذورات الذنوب، ولتف بما عاهدت عليه نفسك، ولتراقب ربك في السر وفي العلن؛ فإنه مطلع عليك وعالم بما تخفي وما تعلن، فلا تجعله أهون الناظرين إليك، ولا تصغ لإغراءات الشيطان ووساوسه، فإنما يريد أن يصدك عن سبيل الخير والهدى، وأن يفت في عضدك، وأن يوهن من عزمك وقوتك، فهو عدوك فاتخذه عدوّا، فما أنت أول من زين له الشيطان وزخرف له، واعلم أن همة المؤمن أقوى من الصخر، وأنك - والحمد لله - قادر كغيرك أن تحمي نفسك من هذه الرذيلة، فامض على عزمك واستعن بالله ولا تعجز.
وراجع الفتوى رقم: 7170 .
أما هذان اللفظان المذكوران (أعهد على نفسي - أو عهدٌ علي) فليسا بنذر؛ لعدم وجود الصيغة؛ ولأنه لا نذر في ترك المعصية على الراجح، وليسا بيمين إذ لم يضافا إلى اسم الله تعالى، ولا بد في اليمين من ذلك.
قال خليل: اليمين تحقيق ما لم يجب بذكر اسم الله أو صفته.......لا بلك علي عهد.
وعلى هذا فلا تلزم في مخالفتهما كفارة، وإن كان الوفاء بهما واجبا وإخلافه سيئة من مساوئ الأخلاق.
وراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 101677 / 29746 / 29806 / 49954 .
والله أعلم.