الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الأخ الذي ذكرت وصفه فيه خير كثير، ونرجو أن يكون ممن قال الله تعالى فيهم: وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ {التوبة:102}، ولعل دعوات أمه له أحد أسباب حب الناس له، ولكن مع هذا فينبغي أن تجتهد في نصحه، واجعل مفتاح ذلك حثه بما هو عليه من الخير أن يكمل تلك المحاسن بتوبة نصوح إلى الله تعالى من هذه العادة الذميمة، كما ينبغي له أن يحافظ على الرواتب, فإن في الحفاظ عليها خيرًا كثيرًا، ثم ليعلم هذا الأخ - هدانا الله وإياه - أنه ليس عاجزًا عن التوبة, وإنما يسول له ذلك الشيطان، فما من عبد يقبل على ربه, ويصدق في اللجأ إليه, والاستعانة به, إلا وفقه الله وأعانه على نفسه, كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}، فليستعن بربه, وليقبل عليه, وليخلص في دعائه أن يصرف عنه السوء والفحشاء, وأن يجنبه الفتن ما ظهر منها وما بطن، وليكثر من الذكر وقراءة القرآن, وليصحب الصالحين, وليتزوج - إن أمكنه ذلك - وإلا فليكثر من الصوم, فإنه له وجاء، نسأل الله أن يهدينا وسائر إخواننا صراطه المستقيم.
والله أعلم.