الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق لنا بيان معنى الزندقة وحكمها في الفتويين: 52193، 129779. ومعنى عبارة "من تمنطق فقد تزندق" أي من أخذ بما يُعرف بعلم المنطق واعتقد مبادئه واعتمد على قواعده، والتزم بلوازمه، فإن ذلك يقوده إلى الزندقة. والمراد بالمنطق هنا: ما كان على طريقة الفلاسفة في أمور الغيب والإلهيات !! وراجع الفتوى رقم: 158981.
وأما عبارة "من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق، ومن تفقه ولم يتصوف فقد تزندق". فالمراد بها ضرورة الجمع بين إصلاح الظاهر بالعلم بأحكام الدين والوقوف عند حدود الشريعة، وبين إصلاح الباطن بالعلم بالله تعالى واليقين في ما عنده والتزود ليوم لقائه ! فمن أخلَّ بأحد الجانبين صار شبيها بإحدى الطائفتين من قبلنا، فمن أخل بالعلم أشبه النصارى ورهبنتهم وتبدعهم، ومن أخل بالعمل أشبه اليهود وجحودهم وتجرأهم، وكلا الطريقين إن تمادى بصاحبه قد يؤدي به إلى الزندقة !
وعلى أية حال فهذه العبارة لا نعلمها محفوظة عن أحد من أئمة الدين، وإن كانت تنسب لبعضهم؛ وراجع الفتوى رقم: 59757.
والله أعلم.