الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس لدينا ما نجزم به في طبيعة هذه الخواطر التي تجدينها, وعسى أن تكون خيرًا، ووصيتنا لك هي الاستقامة على طاعة الله, والصبر على الجادة المستقيمة, فذلك الخير الذي لا تشوبه الشوائب، وهو الذي ينبغي أن يتنافس فيه المتنافسون.
وبالجملة: فلا شك أن الإلهام والمبشرات والتحديث كلها عوارض ممكنة، وقد عدها بعض أهل العلم نوعًا من الكرامات التي يخص الله بها بعض عباده، وقد حصلت لبعض هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، والأصل في إثباتها قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنه قد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون، وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب. متفق عليه.
قال المناوي: هو من ألقى في نفسه شيء على وجه الإلهام والمكاشفة من الملأ الأعلى, أو من يجري الصواب على لسانه بلا قصد, أو تكلمه الملائكة بلا نبوة, أو من إذا رأى رأيًا أو ظن ظنًا أصاب - كأنه حدث به, وألقى في روعه من عالم الملكوت - فيظهر على نحو ما وقع له, وهذه كرامة يكرم الله بها من شاء من صالح عباده, وهذه منزلة جليلة من منازل الأولياء.
وقال الترمذي في كتابه العقل والهوى: فشكل الإلهام دلالة الخير، وضد دلالة الخير دلالة الشر، ودلالة الشر والوسواس شكل، وضد الإلهام الوسوسة، فينبغي لكل مؤمن أن يعلم الإلهام من الوسوسة.
وجدير بالتنبيه أن هذا الخواطر مهما كانت صادقة وآمرة بالخير فإنها لا تؤمن, فلا بد أن توزن بميزان الشرع، وراجعي لذلك الفتاوى التالية أرقامها: 61300 . 169625 . 68772.
الله أعلم.