الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصح الأخ السائل بالحرص على العلم الذي ينفعه ويقربه إلى ربه سبحانه، وأن يتجافى عن الأسئلة المتكلفة التي لا يتعلق بها عمل، فقد جاء في الحديث الذي في الصحيحين: يكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال.
وفي كتاب الآداب الشرعية لابن مفلح: فصل في كراهة السؤال عن الغرائب وعما لا ينتفع ولا يعمل به وما لم يكن.
وذكر تحته آثارا عن الإمام أحمد منها: قال المروزي: قال أبو عبد الله: سألني رجل مرة عن يأجوج ومأجوج أمسلمون هم؟ فقلت له: أحكَمت العلم حتى تسأل عن ذا؟ ونقل أحمد بن أصرم عن أحمد أنه سئل عن مسألة في اللعان فقال: سل رحمك الله عما ابتليت به، وقال أحمد بن جيان القطيعي: دخلت على أبي عبد الله فقلت: أتوضأ بماء النورة؟ فقال: ما أحب ذلك، فقلت: أتوضأ بماء الباقلا؟ قال: ما أحب ذلك، قال: ثم قمت فتعلق بثوبي وقال: أيش تقول إذا دخلت المسجد؟ فسكت. فقال: أيش تقول إذا خرجت من المسجد؟ فسكت. فقال: اذهب فتعلم هذا.
قال ابن مفلح: وقد تضمن ذلك أنه يكره عند أحمد السؤال عما لا ينفع السائل ويترك ما ينفعه ويحتاجه. اهـ.
وقال ابن القيم ـ رحمه الله ـ واصفا حال الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولكن إنما كانوا يسألونه عما ينفعهم من الواقعات ولم يكونوا يسألونه عن المقدرات والأغلوطات وعضل المسائل، ولم يكونوا يشتغلون بتفريع المسائل وتوليدها، بل كانت هممهم مقصورة على تنفيذ ما أمرهم به، فإذا وقع بهم أمر سألوا عنه فأجابهم. اهـ.
وما يتعلق بالسؤال عن جبريل ـ عليه السلام ـ فلا نعلم أهو أقوى المخلوقات أم لا؟.
وأما الملائكة: فتشرع لنا محبتهم في الله، لما هم عليه من العبودية لله، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ومن ثمرات الإيمان بالملائكة: محبة الملائكة على ما قاموا به من عبادة الله تعالى على الوجه الأكمل واستغفارهم للمؤمنين. اهـ.
والله أعلم.