الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما ما سألت عنه من قول: (لبيك يا رسول الله) فذلك أسلوب متبع، ويقصد به عادة مثول المتحدث عنه في نفس المتحدث، واستحضاره له، وهذا الاستعمال بهذا القصد أمر سائغ لا حرج فيه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (اقتضاء الصراط المستقيم): وقوله: "يا محمد يا نبي الله" هذا وأمثاله نداء يطلب به استحضار المنادى في القلب، فيخاطب الشهود بالقلب، كما يقول المصلي: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. والإنسان يفعل مثل هذا كثيرا، يخاطب من يتصوره في نفسه، وإن لم يكن في الخارج من يسمع الخطاب. اهـ.
وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 96760.
وأما قول الشخص: (مولانا فلان) فراجعي لمعرفة حكمه الفتوى رقم: 139950.
وأما اللعن، فإنه صفة من الصفات الفعلية الثابتة لله تعالى، ولذلك ذكر الشيخ ابن عثيمين في (القول المفيد على كتاب التوحيد) في فوائد قوله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ .. } قال: إثبات أفعال الله الاختيارية، وأنه سبحانه يفعل ما يشاء; لقوله تعالى: "لعنه الله" ; فإن اللعن من صفات الأفعال. اهـ.
وقال الشيخ علوي السقاف في كتاب: (صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة): اللعن صفة فعلية اختيارية ثابتة لله عز وجل بالكتاب والسنة ـ ثم ذكر بعض الآيات والأحاديث التي ورد فيها لعن الله تعالى لأصناف من الناس ثم قال: ـ وقد استشهد شيخ الإسلام ابن تيمية في (الواسطية ص 108) بقوله تعالى: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه} بإثبات صفة الغضب، واللعن.
وقال الشيخ خليل الهراس عن هذه الآية وآيات معها: "تضمنت هذه الآيات إثبات بعض صفات الفعل؛ من الرضى لله، والغضب، واللعن، والكره ... " ثم قال: " واللعن: هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله، واللعين والملعون: من حقت عليه اللعنة، أو دعي عليه بها. اهـ.
وقال الدكتور محمد بن خليفة التميمي في رسالته: (الصفات الإلهية تعريفها .. أقسامها): ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفات ثلاثة أوجه: الوجه الأول: التصريح بالصفة ... الوجه الثاني: تضمن الاسم للصفة ... الوجه الثالث: التصريح بفعل أو وصف دال عليها، أي ما فيها معنى الصفة والفعل، مثل قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} ... وقوله تعالى: {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ}. اهـ.
وأما ما ذكرت من أمر السب فراجعي فيه الفتوى رقم: 198139. علما بأن مادة السب بمعنى الشتم لم تأت في القرآن إلا في قوله تعالى: وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ [الأنعام: 108].
قال الراغب في (المفردات): السب: الشتم الوجيع. اهـ. وذكر هذه الآية.