الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:
فما تشعر به من دخول الماء إلى مجرى الذكر ومن ثم خروجه لا عبرة به؛ ما لم يصل إلى درجة اليقين, وما دمت تعاني من الوسوسة فينبغي لك أن تعرض عنها, ولا تلتفت إليها, والأصل في الماء أنه لا يدخل, ويستحب لك أن ترش شيئًا من الماء على ملابسك الداخلية بعد الاستنجاء, فإن هذا مما يُعينك على دفع الوسوسة, قال ابن قدامة في المغني: وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَنْضَحَ عَلَى فَرْجِهِ وَسَرَاوِيلِهِ؛ لِيُزِيلَ الْوَسْوَاسَ عَنْهُ, قَالَ حَنْبَلُ: سَأَلْت أَحْمَدَ قُلْت: أَتَوَضَّأُ وَأَسْتَبْرِئُ، وَأَجِدُ فِي نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَحْدَثْت بَعْدُ، قَالَ: إذَا تَوَضَّأْت فَاسْتَبْرِئْ، وَخُذْ كَفًّا مِنْ مَاءٍ فَرُشَّهُ عَلَى فَرْجِك، وَلَا تَلْتَفِت إلَيْهِ، فَإِنَّهُ يَذْهَبُ إنْ شَاءَ اللَّهُ ... اهـــ
ومتى توضأت ثم شككت في انتقاض الوضوء: فإن الأصل بقاؤه فلا تلتفت لذلك الشك.
وأما كثرة المذي: فإنها قد تكون لقوة الشهوة, وقد تكون بسبب علة, وسواء كان لهذا أو ذاك: فإن المذي نجس, وخروجه موجب للاستنجاء وناقض للوضوء, فإذا كان المذي يخرج منك بصفة مستمرة بحيث لا تجد وقتًا تصلي فيه بطهارة صحيحة: فإنك تأخذ حكم صاحب سلس المذي, وقد بينا الأحكام المتعلقة به في الفتوى رقم: 144911 فلا حاجة للإعادة هنا.
وبالنسبة لعلاج حالتك: فيمكنك مراسلة قسم الاستشارات بموقعنا فلعلك تجد عندهم نفعًا.
والله تعالى أعلم.