الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أخي أن تبادر بالتوبة النصوح من مشاهدة المحرمات، وفعل العادة السرية، واعلم أن الله عز وجل من أسمائه التواب، وهو سبحانه يحب التائبين، ويفرح بعبده إذا تاب إليه، واعلم مع ذلك أن الذنوب مهلكة، ورب ذنب أوجب لصاحبه هلكا لا ينجو بعده، والمعصية تطبع على قلب العبد وتبعده عن الله، وتقوده إلى الزيغ عن دين الله.
قال ابن القيم: فمما ينبغي أن يعلم، أن الذنوب والمعاصي تضر، ولا بد، وأن ضررها في القلب كضرر السموم في الأبدان على اختلاف درجاتها في الضرر، وهل في الدنيا والآخرة شر وداء إلا سببه الذنوب والمعاصي ؟ فما الذي أخرج الأبوين من الجنة، دار اللذة والنعيم، والبهجة والسرور إلى دار الآلام والأحزان، والمصائب؟ وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وطرده ولعنه، ومسخ ظاهره وباطنه، فجعل صورته أقبح صورة وأشنعها، وباطنه أقبح ؟ ... وما الذي أغرق أهل الأرض كلهم حتى علا الماء فوق رأس الجبال؟
ومما يهون عليك ترك المعصية التأمل في عقوباتها في الدنيا.
قال ابن القيم: قلة التوفيق، وفساد الرأي، وخفاء الحق، وفساد القلب، وخمول الذكر، وإضاعة الوقت، ونفرة الخلق، والوحشة بين العبد وبين ربه، ومنع إجابة الدعاء، وقسوة القلب، ومحق البركة في الرزق والعمر، وحرمان العلم، ولباس الذل، وإهانة العدو وضيق الصدر، والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب، ويضيعون الوقت، وطول الهم والغم، وضنك المعيشة، وكسف البال تتولد من المعصية والغفلة عن ذكر الله، كما يتولد الزرع عن الماء، والإحراق عن النار. اهـ .
وراجع للفائدة عن حكم العادة السرية، ومشاهدة الأفلام الجنسية ووسائل التخلص منها الفتاوى أرقام: 137744 3605 7170
واحذر الاسترسال مع خواطر الشيطان، وتزيين النفس العودة إلى ما مضى من علاقة الحب المحرمة قبل الالتزام، وبادر باستغفار الله، والاستعاذة به إن عرضت لك هذه الخواطر، كما قال تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {فصلت:36}. ومتى امتلأ قلبك بمحبة الله وتعظيمه، والإخلاص له، فلن يكون فيه تعلق بغيره.
قال ابن القيم: فإن القلب إذا أخلص، وأخلص عمله لله، لم يتمكن منه عشق الصور؛ فإنه إنما يتمكن من قلب فارغ، كما قال:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى ... فصادف قلبا خاليا فتمكنا. اهـ.
وراجع في علاج العشق الفتوى رقم: 9360 .
وانظر الفتاوى أرقام: 10800 ، 18074 ، 142679 . ففيها بيان وسائل تقوية الإيمان، وتحقيق الخوف من الله تعالى.
والله أعلم.