الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيصح.. ويجوز لك أن تعلمي غيرك مما تعلمين من العلوم النافعة ولو لم تعملي بها، فتعليم الناس ما ينفعهم في دينهم ودنياهم من النصيحة المطلوبة من المسلم لكل مسلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة، قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم.
فمن النصيحة لعامة المسلمين تعليمهم أمور دينهم ودنياهم.. ولو لم يعمل الشخص بذلك، لأن عدم عمل الشخص بما يعلم لا يسقط عنه نصح غيره، فليس من شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير أن يكون الشخص عاملا بما يعلم ممتثلا للأوامر ومنتهيا عن النواهي، قال مالك في الموطأ: قال سعيد بن جبير: لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء ما أمر أحد بمعروف ولا نهى عن منكر ـ قال مالك: ومن هذا الذي ليس فيه شيء.
فالإنسان مطالب بأمرين: الأمر بالمعروف وإتيانه ـ العمل بما يعلم وتعليم غيره ـ فعدم العمل لا يسقط تعليم الغير وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ـ كما ذكرنا ـ لكن من يأمر بالمعروف ولا يأتيه وينهى عن المنكر ويأتيه جاء فيه الوعيد الشديد ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يجاء بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه، فيقولون: أي فلان: ما شأنك؟! أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه.
وإذا كان العلم من علوم الشرع فيجب عليك تعليم من تعين عليك تعليمه فرض عينه وإجابة من سألك، للحديث الذي أشرت إليه ولفظه ـ كما في سنن ابن ماجه ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ. صححه الألباني.
وانظري الفتوى رقم: 23438.
والله أعلم.