الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن الزنا من أفحش الذنوب، ومن أكبر الكبائرالتي تجلب غضب الله، ولا سيما إذا كان من محصنة، لكن مهما عظم الذنب، فإن من سعة رحمة الله، وعظيم كرمه، أنه يقبل التوبة، بل إن الله يفرح بتوبة العبد، ويحب التوابين، ويبدل سيئاتهم حسنات، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، مع الستر على النفس، وعدم المجاهرة بالذنب؛ وانظري الفتوى رقم: 5646.
واعلمي أن الأصل في كل مولود على فراش الزوجية أن ينسب للزوج؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: الولد للفراش وللعاهر الحجر. متفق عليه.
وعليه؛ فلا تلتفتي لهذا الشك، والبنت لاحقة بزوجك، ولا تخبري أحدا بما وقعت فيه، واستري على نفسك، واجتهدي في تحقيق التوبة والإكثار من الأعمال الصالحة، واعلمي أن التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وأبشري بستر الله عليك وعفو الله عنك، وقبوله توبتك؛ قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ. [الشورى:25].
والله أعلم.