الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا يبطل السجود برفع بعض أصابع اليد أثناء السجود، حتى عند القائلين بوجوب السجود على الأعضاء السبعة؛ فإنهم يقولون يجزئ السجود على بعض أجزاء العضو الواحد كما قال الرحيباني الحنبلي في مطالب أولي النهى: وَيُجْزِئُ بَعْضُ كُلِّ عُضْوٍ فِي السُّجُودِ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُقَيَّدْ فِي الْحَدِيثِ فِي الْكُلِّ، وَيُجْزِئُهُ وَلَوْ كَانَ سُجُودُهُ عَلَى ظَهْرِ كَفٍّ، وَظَهْرِ قَدَم، وَأَطْرَافِ أَصَابِعِ يَدَيْنِ؛ لِظَاهِرِ الْخَبَرِ أَنَّهُ قَدْ سَجَدَ عَلَى يَدَيْهِ، أَوْ قَدَمِهِ. اهــ .
وزيادتك لسجدة ثالثة، مبطل للصلاة في الأصل، ولكن إن زدتيها جهلا - كما يظهر لنا - فإن صلاتك لا تبطل، وتسجدين للسهو بعد السلام.
قال ابن قدامة في المغني فيمن نسي تسبيح الركوع، وذكره بعد الرفع منه، فعاد إلى الركوع ليسبح: فَلَوْ عَادَ إلَيْهِ، زَادَ رُكُوعًا فِي الصَّلَاةِ غَيْرَ مَشْرُوعٍ، فَإِنْ فَعَلَهُ عَمْدًا أَبْطَلَ الصَّلَاةَ، كَمَا لَوْ زَادَهُ لِغَيْرِ عُذْرٍ، وَإِنْ فَعَلَهُ جَاهِلًا أَوْ نَاسِيًا، لَمْ تَبْطُلْ الصَّلَاةُ، كَمَا لَوْ ظَنَّ أَنَّهُ لَمْ يَرْكَعْ. وَيَسْجُدُ لِلسَّهْوِ. اهـ .
وأما هل تعيدين سجود السهو إذا لحنت في أذكاره؟ فجوابه: لا تعيديه، ولا سيما إذا كنت مصابة بالوسوسة فيما يتعلق بالشك في الصلاة، فأسئلتك السابقة تدل على أنك مصابة بوسوسة شديدة في هذا الأمر، ومن كان حاله كذلك، فينبغي له أن يعرض عن تلك الوسوسة ولا يلتفت لها, وقد ذكر الفقهاء أن من سها في سجود السهو لم يعده كما قال صاحب الإنصاف: لَا يَسْجُدُ إذَا سَهَا فِي سَجْدَتَيْ السَّهْوِ، نَصَّ عَلَيْهِ. اهـ.
والله تعالى أعلم.