الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاللواط جريمة عظيمة، وكبيرة من كبائر الذنوب، ومما يدل على عظم هذا الجرم أن الله تعالى أهلك بسببه أمة من الأمم بعذاب من أشد أنواع العذاب؛ قال تعالى: فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ {هود:82}. ورتب عليه عقوبة شديدة في الدنيا وهي: قتل الفاعل والمفعول به. وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 1869.
وأما العادة السرية فهي من العادات الذميمة المحرمة أيضا، وفيها كثير من المفاسد كما أوضحنا في الفتوى رقم: 7170.
ومن شؤم المعاصي حلول الفساد، فقد يكون انتكاس الفطرة، وفساد المزاج الذي أصابك أثر من آثار هذه المعاصي؛ قال تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {الروم:41}.
فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة النصوح، وشروطها مبينة بالفتوى رقم: 29785.
عليك بالإكثار من عمل الصالحات، والتضرع إلى رب الأرض والسماوات، وسؤاله العافية من كل بلاء.
وننصحك بالمبادرة إلى الزواج، ومجاهدة النفس في هذا السبيل. ويمكنك مراجعة بعض الثقات من أطباء النفس إن احتجت إلى ذلك، ولا تخبره بتفصيل ما وقع منك، بل اكتف بما تدعو إليه الحاجة. ويمكنك أيضا الكتابة إلى قسم الاستشارات بموقعنا عسى أن تجد منهم بعض التوجيهات النافعة.
والله أعلم.