الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاللجوء إلى التلقيح الصناعي كوسيلة للإنجاب عند تعذر الإنجاب بالوسيلة الطبيعية، لا حرج فيه إذا تقيد بالضوابط الشرعية المذكورة في الفتوى رقم:
5995.
وأما الاقتراض بالربا لأجل ذلك فلا يجوز؛ لكون الربا كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب، ولا تجوز إلا عند الضرورة الشرعية المعتبرة، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم:
6501.
وكيف يقع الإنسان في هذا الإثم العظيم لأجل عمل لا يدري أيتحقق له أم لا؟!! وعلى فرض غلبه الظن بنجاح هذه العملية فما قيمة الولد مع بقاء المؤمن مرهوناً بالربا سنوات عدة، يغدو في معصية الله ويروح في غضب الله، فإن آكل الربا ملعونٌ، ومؤكله لغيره كذلك، عافانا الله وإياك .
ولا شك أن الولد نعمة، والحاجة إليه حاجة فطرية، والمنعم المتفضل هو رب العالمين سبحانه
يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ .[الشورى:49]، و
وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً .[الشورى:50] .
كل ذلك وفق حكمته البالغة سبحانه وتعالى، وما عند الله من النعم لا يطلب بمعصيته، بل لا خير فيه إن جاء بمعصية، فارضَ بما قسم الله تعالى لك، وألح عليه في الدعاء، ولا تيأس من روح الله، فكم من زوجين رزقهما الله الولد بعد سنوات من الصبر والتضرع واللجوء إلى الله!! فعلما حينها قدر ما أنعم الله عليهما من تهيئة قلبيهما طول هذه المدة للتعلق به ومناجاته والفزع إليه .
وهب أن المؤمن يلقى ربه صابراً محتسبا، دون أن ينال هذه النعمة، فأي شيء في ذلك؟ وقد أنعم الله عليه بما لا يحصى من النعم . بل أي شيء في ذلك وهو موعود بالجنة والنعيم جزاء صبره واحتسابه، وكم من رجل رزق بأولاد كانوا سبب هلاكه في الآخرة، بل وشقائه في الدنيا، فلا يدري الإنسان أين الخير.
قال
ابن مسعو رضي الله عنه :
إن العبد ليهم بالأمر من التجارة والإمارة حتى ييسر له، فينظر الله إليه فيقول لملائكته: اصرفوه عنه، فإني إن يسرته له أدخلته النار، فيصرفه الله عنه، فيظل يتطير، يقول: سبقني فلان، دهاني فلان، وما هو إلا فضل الله عز وجل . انتهى .
فنسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الذرية الصالحة التي تقر بها عينك، وأن يقيك موجبات سخطه وعقابه من الربا وغيره .
والله أعلم.