الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يرحم والدتك، وأن يسكنها جنته، وأما ما يتعلق بالتركة: فرغبة والدتك أن تكون تركتها لك وحدك لا أثر لها، فهي مجرد رغبة، وعلى فرض أن تلك الرغبة من والدتك هي وصية منها بأن تكون التركة لك وحدك بعد موتها فهي وصية لوارث، وهي غير نافذة إلا برضى الورثة، لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله أعطى كل ذي حق حقه، ولا وصية لوارث. أخرجه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
قال ابن هبيرة: واتفقوا على أنه لا وصية لوارث إلا أن يجيز ذلك الورثة. اهـ.
فيجب عليك اقتسام التركة مع إخوتك على كتاب الله، إلا أن يتنازلوا لك عن نصيبهم بطيب نفس منهم، واعلمي أنه لا يجوز لك الاستئثار بالتركة دون إخوتك بغير رضاهم، وليس هذا من بر والدتك في شيء، فبر الوالدة لا يكون باجتراح ما حرم الله عز وجل، وانظري للفائدة في سبل بر الوالدين بعد موتهما الفتوى رقم: 10602.
والله أعلم.