الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما أن خروج القصة لا يستوجب الاغتسال: فهذا لا شك فيه، فلو استمر نزول هذه القصة بعد الاغتسال لم يجب إعادة الغسل بلا شك، وأما هل هذه القصة في نفسها طاهرة أو نجسة؟ فقد قال ابن قاسم في حاشيته على تحفة المحتاج نقلا عن شرح العباب للفقيه ابن حجر المكي: وَتَرَدَّدَ ابْنُ الْعِمَادِ فِي طَهَارَةِ الْقَصَّةِ الْبَيْضَاءِ ـ وَهِيَ الَّتِي تَخْرُجُ عَقِبَ انْقِطَاعِ الْحَيْضِ ـ وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ إنْ تَحَقَّقَ خُرُوجُهَا مِنْ بَاطِنِ الْفَرْجِ أَوْ أَنَّهَا نَحْوُ دَمٍ مُتَجَمِّدٍ فَنَجِسَةٌ؛ وَإِلَّا فَطَاهِرَةٌ. انتهى.
وعليه؛ فما لم يتيقن ما ذكر فهي طاهرة، لأن الأصل هو الطهارة فيستصحب حتى يحصل اليقين بخلافه، ومن ثم فلا يجب تبديل الثياب ولا غسل ما أصاب البدن أو الثوب من هذه القصة، وقد فصلنا القول في رطوبات فرج المرأة وما يلزم من خروجها في الفتوى رقم: 110928، فلتنظر.
والله أعلم.