الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعند حلول الفتن بشتى أنواعها يحتاج المسلم إلى أمرين مهمين: أولهما: العقل الكامل لرد فتن الشبهات، والبصر النافذ لرد فتن الشهوات.
قال ابن تيمية في كتابه درء تعارض العقل والنقل: فأخبر أن المنافقين لو خرجوا في جيش المسلمين ما زادوهم إلا خبالا، ولكانوا يسعون بينهم مسرعين يطلبون لهم الفتنة. وفي المؤمنين من يقبل منهم ويستجيب لهم إما لظن مخطىء، أو لنوع من الهوى، أو لمجموعهما؛ فإن المؤمن إنما يدخل عليه الشيطان بنوع من الظن واتباع هواه؛ ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله يحب البصر النافذ عند وجود الشبهات، ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات ... اهـ.
وهنالك وسائل مهمة تعين المسلم على الثبات على الحق، وقد ذكرنا جملة منها بالفتوى رقم: 1208 ، والفتوى رقم: 10800 راجعهما.
ولا بد من التنبيه على أن وجود المسلم في بلد غير مسلم يعرضه لكثير من المخاطر والفتن، فالسلامة كل السلامة في الإقامة في بلد مسلم يستطيع أن يحفظ فيه دينه، ويعبد ربه من غير حرج يلحقه في ذلك. فلا ينبغي للمسلم الإقامة هنالك لغير ضرورة أو حاجة معتبرة شرعا، بل من كان يخشى على نفسه الفتنة تجب عليه الهجرة. وراجع الفتوى رقم: 108355.
والله أعلم.