الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمت قد أديت عمرة الإسلام، فلا يجوز لك أن تسافري للعمرة مرة أخرى إلا مع محرم، ويجيز شيخ الإسلام -رحمه الله- أن تسافري ولو بغير محرم؛ لأنه سفر طاعة، بشرط الرفقة المأمونة؛ وانظري الفتوى رقم: 136128. والذي نرى لك أن تعملي بقول الجمهور، ثم إنك مأجورة بنيتك الصادقة، وحرصك على الخير؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه مرجعه من تبوك: إنّ بِالمَدِينَةِ أقْواماً مَا سِرْتُمْ مَسِيراً، وَلَا أنفَقتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ، وَلَا قَطَعْتُمْ وادِياً إلاّ كانُوا مَعَكُمْ فيهِ وهُمْ بالمَدِينَةِ حَبَسَهُمُ العَذْر. رواه أحمد، والبخاري عن أنس رضي الله عنه.
وافعلي ما تقدرين عليه من طاعة الله تعالى، فأبواب الخير كثيرة والحمد لله، فأكثري من صلاة التطوع، وصدقة التطوع، وصيام التطوع، وذكر الله تعالى، وقراءة القرآن، وحفظه، وتعليمه وغير ذلك من وجوه البر المتعددة الكثيرة والحمد لله، واجتهدي في الدعاء بأن ييسر الله لك ما تحبين من أداء العمرة؛ فإن الله على كل شيء قدير.
والله أعلم.