الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن لم يكن محافظا على صلاته فمات قبل التوبة من ذنبه، فهو لا شك على خطر عظيم، بل قد قال بعض أهل العلم بكفره، والجهمور على أنه مؤمن عاص، وراجع الفتوى رقم: 23310.
وبالجملة: فعسى الله عزّ وجل أن يكفر عن هذه المسكينة ذنبها كونها قتلت ظلما، فهو سبحانه الغفور الرحيم، فقد قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: المقتول ظلما تكفر عنه ذنوبه بالقتل، كما ورد في الخبر الذي صححه ابن حبان وغيره: إن السيف محاء للخطايا ـ وعن ابن مسعود قال: إذا جاء القتل محا كل شيء ـ رواه الطبراني، وله عن الحسن بن علي نحوه، وللبزار عن عائشة مرفوعا: لا يمر القتل بذنب إلا محاه. اهـ.
أما عن الحكم بالشهادة: فالوارد أن المقتول من المسلمين ظلما شهيد، قال أبو عمر بن عبد البر في شرحه، لقول عمر بن الخطاب: اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك، ووفاة ببلد رسولك ـ وهذا الحديث يدل على أن المقتول ظلما شهيد في غزاة، أو في غير غزاة، في بلاد الحرب وغيرها.
أما الأدعية التي تدعو لها بها: فراجع في الدعاء للميت الفتوى رقم: 165589، وما أحيل عليه فيها.
أما أن تدعو برؤيتها في المنام أو تدعو لها أن لا تتعفن جثتها: فالاشتغال بمثل هذا فضول لا منفعة فيه، فينبغي الإعراض عنه، وبدل ذلك ينبغي الاشتغال بما هو نافع لها من دعاء وصدقة، وراجع الفتوى رقم: 33774.
وأما عن إحساسها بك إذا زرتها ورد الروح إليها: فالميت يعرف من يزوره ويسمع خطابه له، قال ابن القيم في الروح: وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به. اهـ.
وراجع للمزيد الفتوى رقم: 130913 .
أما عن الدعاء الوارد في حديث أم سلمة: فيشرع أن تدعو به، لأنه عام على كل من أصيب من المسلمين بمصيبة، إذ لفظه: ما من عبد تصيبه مصيبة، فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون, اللهم أجرني في مصيبتي, واخلفني خيرا منها, إلا آجره الله في مصيبته, وخلف له خيرا منها.
والله أعلم.