الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، ويقضي دينك؛ إنه سميع مجيب, ثم إن الله تعالى قد بين مصارف الزكاة، وحصرها في ثمانية فقال تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {التوبة: 60}.
فالغارمون صنفٌ من هذه الأصناف، والغارم هو المدين الذي لا يجدُ وفاء لدينه.
جاء في الكافي لابن عبد البر المالكي: وأما الغارمون فهم الذين عليهم من الدين مثل ما بأيديهم من المال أو أكثر، وهم ممن قد أدان في واجب أو مباح، فإن كان كذلك، جاز أن يعطوا من الصدقة ما يقضون به ديونهم أو بعضها, فإن لم يكن لهم أموال فهم فقراء غارمون يستحقون الأخذ بالوصفين جميعا. انتهى.
وفي المغني لابن قدامة الحنبلي: وهم المدينون العاجزون عن وفاء ديونهم. هذا الصنف السادس من أصناف الزكاة. ولا خلاف في استحقاقهم، وثبوت سهمهم، وأن المدينين العاجزين عن وفاء ديونهم منهم. انتهى.
وإنما يعطى الغارم من الزكاة بشروط سبق بيانها في الفتوى رقم: 207592 ، والفتوى رقم: 18603
وبناء على ذلك، فإذا توفرت لديك شروط الغارم الذي يستحق الزكاة, فيجوز لك الأخذ من زكاة عمتك وغيرها لقضاء دينك.
والله أعلم.