الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من المعلوم عند المسلم أن بر الوالدين والإحسان إليهما وطاعتهما في غير معصية من آكد الفرائض وأعظم الحقوق، وقد بينا ذلك في جملة من الفتاوى انظر مثلا الفتوى رقم: 2894.
وما دمت تبذل ما تستطيع في برهما والإحسان إليهما فلتحمد الله على ذلك ولتبشر بخير، ولن تحاسب على ما لا تستطيع من الميل القلبي الذي لا دخل للعبد فيه، فالله سبحانه لا يكلف نفساً إلا وسعها، كما قال تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة:286}.
ولما رواه الحاكم في المستدرك وغيره أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كان يَقْسِمُ فَيَعْدِلُ فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ هَذَا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِكُ، فَلَا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلَا أَمْلِكُ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي: يَعْنِي الْقَلْبَ ـ قال الذهبي في التلخيص: على شرط مسلم.
لذلك، فمجرد الحب القلبي أو عدمه ليس من عملك ولن تحاسب عليه ـ إن شاء الله تعالى ـ وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 97606.
والله أعلم.