الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنحذرك -أخي- من تلاعب الشيطان، وتيئيسه لك، بل ينبغي عليك أن تُقبل على العبادة بانشراح صدر، مستحضراً القواعد العظيمة: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78}. يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ {البقرة:185}. فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى {آل عمران:195}. وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا {الأحزاب:47}.
ولا يجوز أن تصلي الفجر دون الطهارة المشروعة (طهارة صاحب السلس المتقطع) ، ولا عذر بغلبة النوم، لكن إن غلبك النوم في مرة فلا حرج عليك.
قد يكون الحدث المتقطع عذراً لك في ترك الجماعة.
سُئل الشيخ محمد المختار الشنقيطي: أنا مصاب بمرض سلس الريح فهل يلزم علي أن أتوضأ عند كل صلاة؟"
فأجاب: هذا فيه تفصيل: إذا استمر خروج الريح مع الإنسان بحيث لا يبقى له وضوء بقدر ما يصلي، فإنه يتوضأ عند دخول وقت كل صلاة، ثم يصلي ولو خرج الريح معه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك المستحاضة. أما لو كان الريح يخرج ثم يبقى ثلث ساعة، أو ربع ساعة، أو عشر دقائق لا يخرج، بحيث يمكنه أن يصلي، فحينئذٍ يتوضأ ثم يصلي حتى يتدارك ما قبل خروجه، ولو أدى ذلك إلى تركه للجماعة في المسجد فلا حرج عليه؛ لأن مراعاة شرط الطهارة مقدم على الواجب المنفصل من شهود الجماعة، وهذه الحالة يستثنى فيها وجوب الجماعة فيحكم بسقوطها عن الإنسان إذا كان معه سلس، بحيث يستطيع أن يصلي؛ ولكن في وقت ضيق لا يسعه معه أن يمكث في المسجد {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:286].
أما أن يضيع وقت الفريضة فلا يجوز، بل عليك الاستيقاظ في وقت يسعك فيه الطهارة، والصلاة، ويمكنك أن تضبط نومك بحيث لا تفوتك الصلاة، والنفس ما عودتها تتعود، وكم من شخص ادعى استحالة قيامه لصلاة الفجر، ثم تبين له إمكان ذلك، فاحرص، واجتهد.
ويمكن أن تستيقظ قبل الفجر بفترة، فتبول، وتتطهر، ثم تنام، ثم تستيقظ، فتتوضأ، وتُصلي، ويمكنك كذلك أن تستعين بالساعة المنبهة فتضبطها على الوقت الذي يغلب على ظنك فيه أن يزول حدثك، فإذا غلبك النوم فستوقظك بإذن الله تعالى.
والله أعلم.