الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يهديك لأرشد أمرك، ثم اعلم أن من تاب إلى الله توبة نصوحًا، وندم على ما اقترف من الذنب، تقبل الله سبحانه توبته، وأقال عثرته, وصار كمن لم يذنب أصلًا, كما قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه, وحسنه الألباني.
فإذا كنت ندمت على هذا الفعل القبيح - كما يظهر من سؤالك - فإن ندمك هذا توبة مقبولة - إن شاء الله - كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الندم توبة. رواه أحمد وابن ماجه من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - وصححه الألباني.
فهوّن عليك، وافرح بتوبة الله عليك، واحمده على منته بهدايتك، وسر في طريق الاستقامة, محافظًا على طاعة الله، مبتعدًا عما يسخطه، حريصًا على صحبة الصالحين، مبتعدا عن صحبة العصاة الغاوين,. وسواء كنت تعلم أن هذا الذنب كبيرة أو لا؛ فإن الله يغفر الذنوب جميعا لمن تاب منها؛ قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.
وأما رؤياك فهي رؤيا خير - إن شاء الله -.
وأما الحد فلا يقيمه إلا السلطان أو نائبه, كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 178653.
وحتى لو وجد السلطان الذي يقيم الحدود، فالأولى لمن ارتكب ما يوجب الحد أن يستتر بستر الله، وأن يقبل عافية الله، وألا يرفع أمره إلى السلطان، ويتوب فيما بينه وبين ربه فمن تاب تاب الله عليه, وانظر الفتوى رقم: 208552.
والله أعلم.