الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزواج واجب على من يخاف بتركه الوقوع في الحرام، قال البهوتي الحنبلي: وَيَجِبُ النِّكَاحُ بِنَذْرٍ، وَعَلَى مَنْ يَخَافُ بِتَرْكِهِ زِنًا وَقَدَرَ عَلَى نِكَاحِ حُرَّةٍ وَلَوْ كَانَ خَوْفُهُ ذَلِكَ ظَنًّا, مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, لِأَنَّهُ يَلْزَمُهُ إعْفَافُ نَفْسِهِ وَصَرْفِهَا عَنْ الْحَرَامِ, وَطَرِيقُهُ النِّكَاحِ.
فإن كنت تخشى على نفسك الفتنة، فواجب عليك المبادرة بالزواج، وإذا كنت محتاجا لعمل إضافي لتحصيل مؤنة النكاح فلا ريب في تقديم ذلك على نوافل العبادات، وحتى لو كان الزواج في حقك مندوبا غير واجب، فإن سعيك في الكسب لتحصيل مؤنة النكاح سعي مشكور، وليس من الطلب المذموم للدنيا، بل طلب الدنيا منه واجب، ومنه مستحب، ومنه جائز، وإنما يذم طلب الدنيا إذا كان بطريق غير مباح، أو كان غرضه التكاثر والمباهاة والتفاخر، وعليه فالذي ننصحك به أن تسعى للكسب الحلال لتعف نفسك مع الحرص على الاجتهاد في الطاعات قدر استطاعتك.
والله أعلم.